top of page

عامٌ ملؤهُ الأمَل

  • Writer: Haya Slaiman
    Haya Slaiman
  • Sep 21, 2017
  • 10 min read

أهلاً وسهلاً بالأرواح المُشرقة ..

أهلاً بمن يليقُ بهم النّورُ و الجمَال ..

أهلاً بمن ينقشون على تفاصيل الحَياة بصمةً ذات أثر ومعنى ..

الحمد لله على ماوهبنا من نعمٍ عظيمة ..

الحمد لله على نعمة الإسلام ؛ التي نُدرك من خلالها قيمتنا وأهمّيتنا على هذا الوجود ..

الحمد لله على نعمة العقل ؛ الذي ميّزنا الله فيه لـ نتخذ من منافذ العلم والنّور ما يجعلنا قادرين على عمارة هذه الأرض بما فيها ..

تلك سطورٌ من الاستشعار و التأمّل الذي يجعل الحياة تجري في تفاصيلنا؛ خصوصاً في البدايات !

في كُلّ بداية تبدئينها ؛ اجعلي قول ابن القيم -رحمه الله- :

"لو وقفتَ عند مُراد التقوى ؛ لم يفُتكَ مُراد" رهن ناظريك ..

ثمّ اجعلي استشعار النعم من حولك هو الوقود الذي يُحيي همّتك من جديد ، ويزرع بذور الأمل في تجاويفك لـ تكون حصناً قوياً لك في قادم الأيام .

فـ كُلما امتلأ داخلك بالأمل بالله كُلما تقازمت أمامك المعوقات والابتلاءات لأنك "قويّة بالله" ..

تأمّل النعم الكثيرة والتي لن تُحصينها؛ يوطّن داخلك ذلك الشعور العميق جداً وهو :

أن الله معك في كُلّ التفاصيل التي تعيشينها ؛ وذلك هو ضمادك في طريقك للحياة ..

مهما واجهتكِ الظروف أو حتى أصبحتِ بيئة غير داعمة أو تأزّمت مراحل مشروعك ؛ أعيدي سقاية تلك البذور بالتأمّل ؛ حتى يُشرق نور الأمل من عينيكِ ، ثمّ أقبلي على الحياة من جديد .

لاتقلقي كُلنا بشر ..

كُلنا نواجه ماتواجهين من ضعف ، وفتور ، وابتلاء ، ومرض ، وفقد وغيرها ...

لكن تذكري أن الله عز وجل يُحبّ المؤمن القويّ ، المملوء باليقين والفأل .

وهبَنا كنوز عظيمة متنوعة حتى نُلوّن هذه الحياة بـ الجمال ، و نسعى قاصدين العطاء بـ حُبّ وبذل ..

وتيقّني تماماً أن أحد علاجات المشاكل أو المواقف الصعبة عموماً :

هو مُمارسة تلك الكنوز التي بداخلك بعد اكتشافها "المواهب ، القدرات ، إيجابيات شخصيتك ومميزاتها"

وأن تملئي أوقاتك بشغفك الذي تُتقنيه ويعيد طاقتك ورغبتك بالعمل والعطاء من جديد ..

وذلك سـ يعكس على داخلك الشعور بالرضا ، الثقة بالنفس ، الإيجابية ، الحُبّ ، الأمل ، الأهميّة ، الاكتشاف ، التعلم ...

ولا يغِب عن ذهنك أن استثمار تلك الكنوز هي من شكر النعمة ..

تأملي معي:

أن التعنكُب و التقوقع على ذات الشعور أو المُشكلة أو الظرف الذي واجهك لن يُجدي نفع أو جديد ، سوى ذبول أكثر وتشاؤم وغيرها من المصطلحات السوداويّة ..

بعكس لو نظرنا للموضوع بزاوية أخرى أكثر إشراقاً ، بمعنى أن الله عز وجلّ هو الذي قدّر كل هذا ،

واستشعرنا أيضاّ جزاء الصابرين ، وأن الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه ، وأننا مأجورين على كلّ مايحدث لنا إن احتسبنا

يقول ابن الجوزي: "لو فُتحت لك أستار الغيب لأحببتَ حزنك، ولو رأيت كيفَ يغرف للصّابر غرفًا من الثّواب لانتشى قلبك وتلذذت بكلّ وَخزة ألم" ..

لذا واجهي كل مايقابلكِ بالقبول والرضا والعمل على الداخل من جديد بفعل "التأمّل" ،

والانتقال إلى زاوية أخرى وهي: " الكنوز " نقاط القوّة فينا تلك وقود الانطلاقة من جديد بسلاح الأمل بالله ..

لهذا أنا وأنتِ سـ ننطلق مع بداية العام الجديد بـ روحٍ كُلها أملٌ وإشراق ويقين ..

رغم كلّ ما نحملهُ بالداخل من عالم يخفى على الكثيرين ، لأنه وبإختصار: يكفينا أن الله يعلم عن تفاصيله ..

ومادام خالق كُلّ هذا الكون ومُدبّره و رازقه معنا ؛ فلا يعنينا أن يجهل الناس ما نخفيه من ظروف ..

هل تشاركيني الإنطلاقة ؟

وأن نُكوّن عالماً بَهيّاً باسماً مورقاً بالحُبّ والعطاء وألوان الأمل ، مُلهماً لكلّ الباحثين عن الحَياة ..!

نصنع من كُنوزنا دروباً تدُبّ في جوانبها الحَياة ..!

هيّا وليُشرق نُور الصباح فينا قبل أن يُضيء العالمين ..

هيّا ولنرسم معالم النّور ببسماتنا و آمالنا إلهاماً للعابرين ..

هيّا ولنمضِ بـ روح التوكل واليقين .. صامدين .. صامدين ..

" هيّا على الحَياة "

هناك رسائل ودّية للتذكير فقط بأهميتها وأثرها على الشخصيّة ذاتها وعلى المجتمع بشكل عام ..

ولم أحصر جميع الجوانب لأن الموضوع شامل وكبير ، أتمنى أن تضيف لكِ تلك الرسائل نوراً ينضمّ لجمال الأنوار التي تتمتعين بها بداخلك ..

المعلمات المُشرقات :

بدايتك الجديدة مع العام الجديد بأفكار تكسر روتين التعليم المستهلك ؛ هي من المُحفزات الشخصيّة التي ينعكس أثرها على طاقتك وشغفك تجاه الدوام ..

بمعنى أن تُحدثي فرقاً مُلهماً في تاريخ تعليمك بعدّة أمور إيجابية لكِ أنتِ شخصياً ولـ عطاءك ..

أشياء تُشعرك بالرضا تجاه ذاتك ، بأهميتك من قِبل الطالبات ، بأن يكون وجودك مُختلفاً عن غيرك ..

أن تغرسي أثراً طيباً بالطالبات والمعلمات وطاقم الإدارة والعاملات ، مثل :

- التّأنق بمظهرك العام :

أناقة تليق بمجال مكان التعليم ، أثرها كبير جداً من ناحية احترام الناس لك ، تقديرهم ، تقبّلهم ، وغيرها ..

ولا يخفى عليكِ اهتمام بعض هذا الجيل بالمظهر بشكل أساسي تقريباً ، فجميل أن تجمعي بين العلم والجمال لـ تحققي هدفك ..

- الابتسامة الدائمة :

كـ أن تتصدقي كُل صباح بها ، وأن تُسعدي كُل روح تقابلك ، تُشعرين من أمامك أن الحياة لازالت بخير ..

غير أن أثر الابتسامة عميق جداً بالتأثير والنصيحة وتقبّل المعلومة ، وحتى الشخص المُشتت أمامك تمنحينه ثقة وثبات من جديد ..

وأن ذلك التأثير الجميل سينعكس على داخلك .

- العطاء :

أن لا يقتصر وجودك في المكان على المادة التي تقدّمينها فقط ، اجعلي لديك مشروع في التأثير والتغيير حسب استطاعتك

جميل أن يكون تأثيرك صامت بأخلاقك وتعاملك ولطفك وحلمك وصبرك ، والأجمل أن تبادرين بسقاية الأرواح العطشى من حولك ..

تأمّلي معي عظمة " تغيير الأشخاص للأفضل " و امتداد أثره ! كأن ترحلي أنتِ ويبقى أثرك جاري بكل ماتقدمه تلك الطالبة من نفع !

افتحي المجال للتطوير للتغيير بالحدود التي تستطيعين مُمارستها بشرط أن لا تؤثر على طاقتك أو صحتك أو وقتك ،

هناك أرواح شغوفة كُلها أمل فقط تحتاج من يوجهُها للطريق الصحيح وأن يتابع معها بين فترة و أخرى ،

أو حتى يحفزها أن تتقدّم و لاتستسلم ، كيف إن أصبحتِ أنتِ النّور الذي يقود هذه الأرواح ؟

كم من البركة التي سـ تتنعمين بها ، والدعوات الصادقة التي لاتتوقف ، والذكر الطيّب في كل مكان ..؟

والتيسير الذي سـ يملأ حياتك ، والتسخير الذي يختصر عليك المسافات ..؟

وغيرها من المشاعر السعيدة التي تُشعرك أنك تحملين الحياة بداخلك !

نعم العطاء يفعل ذلك وأكثر !

بناء الأرواح أمر عظيم خصوصاً إن وجدتِ من يستنجد بك ويبحث عن الحل والطريق والمعلومة .

اجعلي هذا العام بداية مختلفة ، واستثمري أوقات الفراغ بمناقشة الطالبات بمواضيع تلامس دواخلهم ..

وتأكدي على سبيل المثال من بين 30 طالبة هناك روح تتمنى أن لاتتوقفي عن الكلام .. وربما بعد فترة تطلب الحديث معك بشكل خاص ، لأنها كانت تبحث عن هذا الكلام منذ زمن وبعدما تشرّبت مسامعها وبدأت الحياة تجري في عروقها من كلماتك ؛ عزمت على الحديث معك ، ولا أعظم من إحياء الأرواح من جديد ..

المشاريع والاختبارات :

تكلمت تحت عنوان "العطاء" عن الأثر الطيب والدعوات التي سـ تتنعمين بها مقابل مساعدتك لغيرك ..

وأضيف تحت هذا العنوان؛ جميعنا ندرك مشاعر الخوف والقلق والتوتر وغيرها من المشاعر أثناء الاختبارات ..

هذا جزء ! غير الجزء الآخر ؛ وهو تراكم المشاريع أو البحوث على الطالبة ، وكل معلمة تشعر أنها الأَولى من غيرها ..!

صحيح هذا يعتمد من جهة على وعي الطالبة وإدارة وقتها والأولويات وغيره ، لكن للمعلمة تأثير كبير جداً جداً بأن تمنح الطالبة شعور الراحة وحُب المادة بسبب تيسيرك وتحفيزك لها .

قد يصل تعليق من معلمة تقول : "أنا مُلزمة أن أقدم المشاريع والاختبارات ولا أستطيع إلغاؤها"

فأقول : إتقان العمل عمل فضيل ، وتأدية الأمانة على أكمل وجه أعظم ، لكن الأسلوب بالطلب ، بإلقاء المعلومة ، بالتحفيز بداية الدرس وآخره ، بالأفكار الملهمة المشوقة ، بتكريم المتميزات ، بتوزيع عبارات لطيفة, وغيرها من الأشياء البسيطة التي تصنع فارق كبير في نفس الطالبة وتقبّلها ..

تأمّلي معي أن تكوني أنتِ سبب في إحياء همتها وتغيّر مزاجها بقيّة وقت الدوام ؛ بفعل بسيط لا يكلف إلا القليل ..!

وأكرّر !

كلّ ماتفعلينه سينعكس عليكِ جماله أضعافاً مُضاعفة ..

وجانب الإختبارات :

إن كنتِ لاتملكين يداً في المحتوى -أي تقليل أو تعديل للمذاكرة- ؛ بإمكانك تيسير الأسئلة والتعاون في التصحيح ،

ما أجمل أن نقتفي أثر الحبيب صلى الله عليه وسلم في رفقهِ ولينه ، وقوله : "ياعائشة إن الله رفيق يحب الرفق ، وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ، ومالا يعطي على ماسواه "

أن نكون سبباً في رسم ابتسامة رضا على العالم بفعل بسيط ..!

أن نكون سبباً في تيسير أمر استصعبوه ، أو كان سبباً مؤرّقاً لهم ..!

أن نغرس أثراً طيباً في نفوسهم ؛ حتى وإن كان بعضهم لا يستحقوه ..! ، فنحن لانرجوا من الناس شيئاً ؛ بل نبتغي من الشكور سبحانه الأجر العظيم ..

ما رأيكِ بعد هذا أن تكون إشراقتك هذا العام التحفيز والتيسير ؟

أعدكِ أن تكوني أكثر خِفّة وتألقاً وتميّزاً من بين الكثير ..

الطالبات الغيميّات :

تكلمت تحت فقرة المعلمات عن "الأناقة والابتسامة والعطاء" آمل منك قراءتها .. وأضيف :

استشعري معي ياغيمتي أن أغلب مراحل عمرك ستمضينها في رحاب رياض التعليم .

بمعنى أنه لابد أن تشقّي طريقاً آخراً تُضيئين به روحك ، وعقلك ، وشخصيتك من خلال ساحات العلم ..

على سبيل المثال :

العلاقات :

بلا شك أنك ستكوّنين علاقات مختلفة ما بين "علاقة فقط في الفصل أو المحاضرة ، زميلة ، صديقة"

هل تسائلتِ يوماً ؛ ماهو دورك أمام تلك العلاقات؟ ، هل يشعرون بفقدك حال الغياب ؟ ، أم أنكِ لستِ ذات أهمية لديهم ..؟!

وإن حدث ذلك الفقد ، هل تعرفي مانوع هذا الفقد ؟ هل غابت عنهم ابتسامتك ؟ ، أو غاب عنهم نصحك وتوجيهك ؟

أو فقدوا جمال عطاؤكِ ومبادراتك ؟ ، أو تحفيزك وتشجيعك لهم ؟ ، أو سؤالك واهتمامك بمجالاتهم واهتماماتهم ؟

هُنا تحددي قيمتكِ بعدما تدركين الجواب ..

ما رأيك مع بداية هذا العام أن تحددي قيمتك من جديد؟ وتجعلي لكِ بصمة مُزهرة في كلّ روح تقابلينها ..!

هذا يمنحك ثقة كبيرة بالنفس ، ويوطّن داخلك قيم كثيرة تجعلك في تطوّر دائم ..

وترتقين بنفسكِ عن سفاسف الأمور والمواقف التي تحدث في مكان التعليم ، لأن مايشغل ذهنك هو أكبر وأرقى من ذلك ..

وهو : كيف أكون ذات قيمة ، وأثر طيّب ، وتصبح شخصيتي في نموٍ دائم ..؟!

الموهبة :

لا تغِب عن بالك كنوزك العظيمة ..!

ومساحات التعليم أجمل فرصة لتجسيدها ، ولتخبري الكثيرين عن جمالك وقدراتك ، ولتصنعي بها الأثر ..

وقد تحفزين بمبادرتك هذه الكثير من الطالبات على العطاء والتغيير ..

لاتترددي أبداً في الانطلاقة ، واجعلي من هذا العام بدايتكِ القوية فيها ..

التطوّع :

فرصة المُشاركة بالأنشطة والحملات والمصلى ؛ هي أكبر الفرص التي تقودك للثقة بالنفس والجرأة والتطوّر ..

وإن لم تجدي من يبادر بصنعها ؛ كوني أنت المُبادرة والنور والأمل لمن حولك ..

ولا تنتظري التحفيز والتشجيع من غيرك ؛ لأن أهدافك أسمى من ذلك ..

واكتفي بمتعة التجربة ، وشعور الإنجاز ، والتقدّم ، لأنك في المرة القادمة ستصنعين الأجمل من تلك الخبرة التي اكتسبتيها ..

عالم التطوّع رحبٌ وفسيح ، ويوطّن النفس ويُربيها على أمور وقيم كثيرة ، ويختصر عليك مسافات التعلّم والمعرفة من الخبرة وكثرة المُمارسة ، وهو فرصة لإبراز موهبتك ، ولتخبري من حولك من أنتِ بطريقة ذكيّة ولطيفة ..

المُبادرة :

كوني الأمل للعابرين ..!

بكلّ ماتمتلكيهِ من معرفة وخبرة ومعلومات خاصة بالمادة أو مرفقات مكان التعليم ..

لا تستصغري توجيه الآخرين وإن كان بجواب عن "مكان القاعة" ، بتوجيهك الرحب وابتسامتك لن تدركي كم فتحتِ من آفاق لتلك الطالبة !

ربما تكوني أنتِ من صنع صباحها ، ويسّر لها ما تستثقله ..!

وهو لا يكلف شيئاً !

وقد تنهال عليك دعوات مُمتدّة من حيث لا تعلمين ..

تأمّلي معي جمال روحك ، أهميّة وجودك ، امتداد سعيك ، اخضرار غرسك كلّ صباح ..!

وأنتِ كالغيمة على هذا الكون ؛ تمطرينهُ بفيض عطائك ..

ماذا عن لذّة الصباح حينها ..؟

ماذا عن مشاعرك المتدفّقة بالحُب لهذهِ الحياة ..؟

ألا يكون الوقت أكثر رحابة ؟ ، والنفسُ في سموٍ مُتجدد ؟ ، ولذّة العلم لها نكهتها الخاصة ؟

استشعري هذا الجمال وتمثّلي فيه ، صدّقيني سيكون لحياتك معاني من الحيويّة والنشاط والسّعي والإقدام ..

وتلك البداية من العام الجديد مُحفزة جداً لكِ بالانطلاقة ..

- الخريجات المُزهرات :

تحدثت تحت فقرة المعلمات والطالبات عن "الابتسامة والموهبة والعطاء والتطوع والمبادرة"

آمل منك قراءتها .. وأضيف :

هنيئاً لكم تلك المسيرة العطرة ، المُلونة بالكفاح وأسمى معاني البذل ..

ثمّ هنيئاً لكم هذه الفرصة العظيمة ؛ وهي مساحات من الوقت تنتظر منكم سقايتها من معين جمالكم وكنوزكم الفاخرة ..

هذه البداية من السنة هي محطة تتوقدين بها لقادم أيامك ..

استثمري إشراقتها بأن يمتدّ نورها في جنباتك ، تُحيي الحقول العطشى بأعماقك ؛ لـ تُزهري للكون جمالاً أخاذاً يسرّ العابرين ..

فرصتك الآن بأن تكوني أقرب لذاتك ، عقلك ، روحك ، أفكارك ، مشاريعك ، شغفك ، حلمك ، أمنياتك ...

رحلة آسرة في اكتشاف من تكوني ..!

وإلى ماذا كنتِ تقصدين خلف ذلك السّعي من العُمر ليس بالقليل ..؟

الآن هي اللحظة الأكثر نشاطاً وفاعليّة في مرحلتك الشبابيّة المُزهرة النديّة العذبة ..

لا تتكئي على الوظيفة أبداً .. فعلتِ الأسباب ..؟ هذا جميل ، والأجمل أن تركني هذا الموضوع جانباً ، وأن تشقّي طريقاً حافلاً بك وحدك ..

طريقاً موصلاً لمدائن لا تليق إلا بالأرواح الغيميّة ..!

مدائن تمتدّ جسورها لآفاق شامخة بالهمّة ، وصروحاً شاهقة بالأمل ..

وأنتِ وحدكِ من تمتلكين فنّها ..

تلك هي الموهبة ياغيمتي حينما تتوقّد بدافع الشغف ؛ فإنه باستطاعتك أن تُعمّري وطناً كاملاً محفوف الجمال بإسمك ،

وهو " مشروعك " ..

فكرة المشروع حينما تتسلّل إلى فكرك ، وتقوّمينها بـ" كنوزك" فإنكِ لن تجدي مساحة فارغة في وقتك ..

بل تتجددّ الأفكار مع كلّ صباح ومساء ؛ في سبيل تطوير وتجديد هذا الوطن .. أجل وطن ..!

حينما يكون انتماؤكِ لمشروعك كـ وطن تلجئين إليه وقت حزنك ؛ لتخرجي حينها من كلّ شعور بائس ..

وطن تهرولين إليه وقت الفرح ؛ ليُحيي همتك أكثر ..

وطن كـ صديقٍ وفي -مع الاستمرار- يمنحك أغلب ماتبحثين عنه من هدوء واستقرار ووقت مُشبع بالمتعة والفائدة ..

وطن ؛ وقد يكون مصدر دخلك ..

فكرة مشوّقة أليس كذلك ..؟!

بإمكانك استثمارها من خلال برامج التواصل ..

إذاً انطلقي من الآن بالتخطيط ، والترتيب ، والتفكير ، والمشورة ، وأعلني بدايتك مع العام الجديد ..

اصنعي من عامكِ هذا مذاقاً حُلواً تستلذّ به روحك من فيض كلّ تلك الّنعم حولك " كنوزك" ..

بين يديكِ الآن جدول مُلهم تحفيزي ؛ يمنحكِ وضوح وهمّة أكثر

بإمكانكِ طباعته .. أو حتى تدوين محتواه بورقة خارجية ،

الأهم هي الإجابات الصادقة الواضحة ؛ التي تساعدك في الانتقال من محطة إلى محطة أخرى أكثر إشراقاً ..

بالبداية هيئي لكِ مكاناً هادئاً مُناسباً ، واجعلي لك خلوة ذاتيّة تأمّلية ،

ثمّ انطلقي على بركة الله ..

المربع الأول :

سجلي جميع إنجازاتك للسنة الماضية أو الشهور حسب الوقت الذي تقرئين فيه حروفي الآن ..

لأن الجدول مُحفّز لكِ مابين فترة وأخرى ولا يشترط "سنة" ، كل الإنجازات الصغيرة والكبيرة ..

ثمّ بعد تدوينك تستحقين أن تحتفلي بروحك ، وتحمدي الله على أن وهبك تلك النعم ..

وكافئي ذاتك على تلك النجاحات بأي شيء تحبّيه ؛ حتى وإن كان كوب قهوة وشوكلاته ؛ لأنك تستحقين ذلك ..

المربع الثاني :

صفات أو قيم زادت جمالك في السنة أو الشهور الماضية ، بإمكانك الاستعانة بالأصدقاء والأقارب ..

والهدف من ذلك هو الاستمرارية على تلك الإيجابيات ولتصلي مرحلة التألق فيها ..

المربع الثالث :

سلبيات تودّين التخلّي عنها في الأيام القادمة ، عندما تكون واضحة أمامك فإنها تكون كالمؤشر والمُنبه لك ..

واقرئي في ذلك الجانب عن مايساعدك في التخلص منها ..

المربع الرابع :

قيم وصفات تودّين أن تتحلّي بها في الأيام القادمة ، أيضاً تدوينها مُحفز لك في الاستمراريّة ..

المربع الخامس :

كتابة الأهداف لهذا العام ، وهي متنوعة بعدّة جوانب ، بإمكانك الاستعانة باليوتيوب أو الكتب حول ذلك ؛ عن كيفيّة كتابة الأهداف ..

وهذا جدول ينظم لك كتابتها :

بذلك يحدث التوازن في حياتك ، والهدوء والاستقرار ، والوضوح ..

لا تستثقلي فكرة التدوين ومواجهة الذات ؛ لأن ثقل الشتات والحيرة أكثرُ إيلاماً للروح والعقل ..

وكلّ ذلك غريزة في الإنسان ، لأن الله عز وجل لم يمنحنا العقل عبثاً ..!

فحينما تتعطل تلك النعمة يحدث الخلل في جوانب الحياة ،

والإنسان بطبيعته يرفض التهميش ولا يقبل الانتقاص وعدم التقدير ، ولهذا قد ينزعج ويتذمّر من الفراغ وعدم وجود الهدف أو الخطة ..

فمن الآن وبعد كلّ مافعلتيه بإذن الله ؛ ستكوني مفعمة بالحياة ، مُتسلحة بالأمل بالله ، واليقين المغمور بالتوكل ؛ المُتجذّر بالصبر ..

تُلوّحين للصباحات كلّ يوم وتمنحينها من نوركِ الوضّاء ، وبسماتك التي ينبع منها الأمل ..

أخبريني أسفل هذا الموضوع ، دوّني تعليقك ، بوحي عن مايجول بخاطرك أثناء قراءتك لهذه السطور..

وربما تكن حروفك هي من تُضيء أرواح العابرين من هُنا ..

هيّا ولـ نكُن معنىً للإشراق جميعاً ، يا أصدقاء الأمل ، يا لون الحياة البهيّ ..

هيّا على الحباة

محبتك : الهياء


Comments


bottom of page